قيادات الأحزاب المسيحية في لبنان جميعهم خبراء «غيب» مرتبط بـ «سوف». ومن يستمع إليهم يدرك أن لكلّ حزب رأياً متفرداً في تفسير الحالة العامة وتحديداً انحلال الحالة الخاصة المسيحية. والكل متشبّث برأيه، لا يحيد عنه، ولا يتساءل لماذا كل هذا الحقد، حتى باتوا محطّ عجب وسخرية من كل من يراقب. حتى الآن كل ما نفهمه أنّ هدف «هؤلاء» يتمحور حول الإستئثار وجمع الزبائن والثروات… فكان ما كان.
الأحزاب المسيحية تعيش في بلد أساسات دستوره – الطائف – تبدو وكأنّها لإقامة خيام قبائل… كلّهم على عداء يهبّ لألف سبب وسبب، فتكون حروب، ثم صلح وتبادل قبلات، وينهار الإقتصاد حتى إفلاس لا إصلاح، بل فساد خرج الى كل مساحات البلاد التي بدورها صارت مراكز تلوث ومكبّات نفايات وصارت مستعصية على الحلّ، فأضيفت الى لائحة مستحيلات هي بديهيّة في بلدان العالم، حتى في مجاهل غابات لم تطأها قدم إنسان أو الإسلام السياسي بعد لحسن حظها.
الشعب المسيحي اللبناني يعاني من مغص دائم. يصحو على إسهال ويبيت على كتمان.
ضيقة نفس متواصلة وعدم انتظام في ضربات القلب. يستعمل مراهم أجنبية وطب عربي على أنواعه.
لم ينفع شيء مع قياداته لأنّها مصرّة على افتعال مشاكل يومية مع بعضها البعض على مدار السنة والسنين.
أما بقيّة القبائل عليك أن تحرص على غضّ الطرف عن تاريخ السلطنة العثمانية. من بعبدا بدت احتلالاً ومجاعة. من طرابلس يبدو سلاطينها من الأقارب اللزم عن طريق الهابل. قبائل تعيش في وطن الكذبة. يشتري القياديون مسشتاريهم من سوق الأحد، وهم أصلاً من «البالي»، والمواطنون ينفسون عن غصبهم في دخان الأراكيل.
المسيحيون في لبنان ليسوا بخير. ينتحرون بالمدافع الثقيلة حيناً وبسياسة الخفّة أحياناً أخرى. حروبهم صغيرة جداً في منطقة تشهد حروباً كبيرة جداً. في تلقيم حشوات المدافع أخطأوا بالإحداثيات. قصفوا بعضهم في الحرب. أنفسهم في السلم. ولا مرّة نيشنوا باتجاه العدو الحقيقي. في السياسة أخطأوا في الحسبان والحسابات. تحالفاتهم مشوبة دائماً بالتوجّس. التوجّس بند غير مرئي في كل اتفاقاتهم. اتّفاق معراب نموذجاً.
برغم قتالهم يحرصون على الوجود المسيحي. كل حسب «فهماته». مسيحيّون سنّة لا ينقصهم سوى زيارة الأعتاب المقدّسة وحجيج العُمرة. مسيحيون شيعة لا ينقصهم سوى الولي الفقيه. يراهنون على ١٤٠٠ سنة صراع بين أبي طالب وأبي سفيان.
صراع الشيعة والسنة مصدر اطمئنان لعقولهم الصغيرة. يصلّون من أجل استعاره ليجدوا لهم مهمة في المشرق: جسر التواصل. تستهويهم مهمة الجسر وجسورهم مقطوعة.
يا إخوان، قيادات لا حول ولا قوة. إنجازاتهم باتت معروفة. تهجير الأدمغة وتوطين الأزلام. قريباً ويصيرون بين الخدم والحشم في الغرف الخلفية لأبي طالب وأبي سفيان.
والسلام عليكم!!