بقلم الدكتور ابراهيم عبدالله المطرف
تمثل مناشط مؤسسات تقنيات خدمة اللوبي عبر الإنترنت ، رؤية مستقبلية فاعلة ومجدية لبناء لوبي يخدم مصالح الدول والمجموعات الاقتصادية الكبرى ، ونموذج فاعل ومؤثر لعمل دبلوماسي واقتصادي واعلامي وثقافي واجتماعي ، على صعيد العلاقات بين الدول والمجموعات الاقتصادية في عالمنا المعاصر .
وتنطلق تلك المناشط من فكر مركزي مرتبط بأهمية الارتقاء بمكانة الدول والمجموعات الاقتصادية الكبرى ، كأحد ضرورات تفعيل دورها تحقيقا لمصالحها في كافة جوانب أعمالها وطبيعة خدماتها . وترى المؤسسات التي تقوم بتلك الخدمات ، ان ذلك يتطلب من الدول والمؤسسات والافراد بذل ما تمتلكه من إمكانات ومقدرات ومقومات على كل المستويات والاصعدة ، في سبيل انتشارها عبر مناشط وبرامج الإنترنت ، تطويرا لمجالاتها الحيوية وعلاقاتها باطراف العملية السياسية والدبلوماسية والاقتصادية في العالم ، وفي سعيها للتأثير على صناع القرار والرأي العام ، المرتبط بالعمل الرسمي والخاص والمدني .
ونظرا لما يمكن ان تجنيه الدول والأفراد والمجموعات الاقتصادية من مكاسب مما تقدمه تلك المؤسسات التقنية المتخصصة في مجال خدمات لوبي الإنترنت ، من خبرات وتقنيات متعددة ومتقدمة ، وهي مكاسب تتمثل في بناء جسور من التعاون مع الدول والمجموعات الاقتصادية الكبرى في محيطها ومنطقتها وعالمها ، وذلك من منطلق أنها تعتمد على تلك الدول والمجموعات ، وتتعاون معها في تيسير وتسيير علاقاتها ، دعما لتوجهها لتحسين صورتها تنافسيا وحضاريا ، داخل منظومة الأعمال الدبلوماسية والتجارية والاستثمارية والصناعية وغيرها ، أملا في الارتقاء بمكانتها وتحسين صورتها .
ويتضح من قراءة الكاتب عن المناشط والخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات التقنية المتخصصة ، فان الهدف الذي ستحققه الدولة او المجموعات الاقتصادية الكبرى ، ومن خلال تطبيقها لتقنيات اللوبي المتقدمة عبر الانترنت ، هو التاسيس لرابط لوبي ، يجمعها بمثيلاتها من الدول والمؤسسات والرأي العام في كل مكان ، والذي سوف يدعم مع الوقت تطوير اجندتها وسياساتها ، دعما لتوجهاتها وتطلعاتها وسمعتها ومكانتها ، خاصة وان الكثير من الدول والمجموعات الاقتصادية الكبرى ، والافراد ذوي المكانة والمستويات الرفيعة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ، يعانون من صورة سلبية خارج حدود دولهم ومؤسساتهم ، ما يجعل سعي هذه الدول والأفراد والمجموعات للتأثير عبر لوبي الانترنت أمر ضروري جدا ، تحقق من وراءه غاياتها بشكل منظم ، وبعيدا عن العشوائية .
من جهةٍ اخرى ، ترى الجهات التي تقدم خدمات اللوبي عبر الانترنت ، بان الطريقة المنطقية لعملية تحسين الصورة وبناء السمعة ، هي تبني فكرة او هدف او رؤية ، تطرحها الدولة او المجموعة عبر الانترنت ، موجهة لصناع القرار والمؤسسات الاقتصادية الكبرى وللجمهور خارج حدودها ، حاملة بين أسطرها “رسالة موحدة” ترغب في ايصالها للرأي العام العالمي .
ومما لا شك فيه ، ان الدول والمؤسسات ستجد نفسها ، انها قد تمكنت من جهة – وبدعم تقني من برامج اللوبي على الانترنت الذي تساهم في تقديمه وخدمته تلك الشركات والموسسات التقنية المتخصصة – ستجد نفسها قد تمكنت من التغلب على الغموض الذي يواجهها في التعرف على مفهوم اللوبي ، والطريقة المثلى للإفادة منه . ومن جهة اخرى ، ستجد انها قد بدأت في معالجة الكيفية التي ترفع من مكانتها وتحسن من صورتها ، من خلال عمل تقني وموضوعي وعلمي ومهني مميز ، نتيجة لما سيتم توفيره من تقنيات مصحوبة بدعم فني واستشاري ، وما تلتزم به تلك الجهات التقنية المتخصصة من مسؤوليات .
ونختم بحقيقة انه يمكن للدولة ، او قطاعاتها السياسية والاقتصادية ، او الاعلامية او الثقافية او غيرها ، ان تستعين داخل نطاق جهدها للتاسيس لبرنامج لوبي على الانترنت ، بما يمكن من المواد التحليلية المختلفة ، التي تجسد الحقائق والارقام ، لتنقلها الى الاخر ، من الدول والمؤسسات والمنظمات والمجتمع المدني وغيره في مناطق العالم المختلفة ، شريطة ان يكون ذلك الجهد مبنيا على استراتيجية عمل علمية وعملية شاملة ومدروسة ومؤثرة ومستدامة ، ومصحوبة لضمان نجاحها ، بما يمكن من مساندة من أصحاب الشأن من المؤسسات التقنية ذات العلاقة .
ويتوقع ان تسفر تلك الجهود ، وفي وقت قصير ، عن نتائج إيجابية تمس صورة البلد او المجموعة الاقتصادية الكبيرة او الشخصيات الهامة ، وسمعتها ومكانتها بشكل مباشر ، في المنطقة والاقليم والعالم .