“حزب الكورونا” في لبنان – مولود جديد – يقول: “لا حاجة بعد اليوم لطرد السياسيين من المطاعم والمقاهي. عطسة واحدة تخرجهم وبمفعول فوري وسريع”.
العطسة أرخص من الرصاص الحيّ ومضمونة. يقيم هذا “الحزب” حالياً، دورات تطوّع لتلقيح الأتباع بالفيروس، وجارٍ على قدم وساق في كل أنحاء الجمهورية المنكوبة. أكثر من ألف عاطس سيتوجّهون الى منازل السياسيين الفاسدين وتعليماتهم واضحة؛ تعطيس مباشر في الوجوه، انتشار داخل البنوك لتحرير الودائع، لأنّه تبيّن أنّ فيروس كورونا أقوى من الدولة الفاسدة والدويلة الحاكمة وأتباعهم. توجّه “حزب كورونا” بكلمة أخيرة للمناصرين كزوّادة للشهر القادم. صافحوهم. قبَّلوهم. ضمّوهم بحنان. اعطسوا في وجوههم. تأكّدوا أنّهم نالوا المقادير الكافية وقولوا لهم: “انتهى زمن الحمدالله عالسلامة، إنّه زمن الحمدالله عالكورونا”.
مسألة هذه الجرثومة الخبيثة تستحقّ التوقف عندها لأنّها أعادتنا الى الله. فقد أحدثت الى جانب الإلتهابات الرئوية التهابات فكرية. فقد تفشّت من دون استئذان في رئة الليتورجيا المسيحية، وأحدثت فيها تعديلات بسرعة قياسية. رتبة المناولة، سرّ التوبة داخل كرسي الاعتراف، قداديس على “فايسبوك” وعبر “يوتوب” وأبعاد لاهوتية أقرب الى مسيحية الشهادة ودرب الصليب، لأنّه قبل كورونا الخبيثة، كانت علاقتنا بالعناية الربانية نظرية، وبعد كورونا الخبيثة صارت علاقة تماس ووحدة مصير.
الإنسان يا إخوان، فقط عندما يبحر دون امتلاك مهارات السباحة تتوطّد علاقته بالتدبير الإلهي. فعلاً جرثومة وقحة. أخلتْ الصحن من المصلّين في مكّة، وتجرّأت على ستار الكعبة ومقام النبي ابراهيم. وصلت مواصيلها الى البوذيين في الهند وتوابعها في الشرق الأقصى. الملايين منهم يشرب “بول البقر” اعتقاداً منهم أنّه يقيهم من الإصابة.
عرّجت “الخبيثة” على اليهودية فأخلتْ موقع “ارمجدون” برمزيّته الكبيرة عند اليهود، وذهب الحاخام “الرجعي والمتعصب” رون تشابا بعيداً في اعتبار الجرثومة علامة من علامات الأزمنة، وإنّها تمهّد لمجيء السيد المسيح وفقاً لمعتقده. نحنُ المسيحيين نؤمن بيقين لا يربو إليه الشك بأنّ المسيح هو ابن الله وقد تجسّد ومات وقبر وقام في اليوم الثالث.
على تخوم الإحباط الوجودي هذا تخرج إلينا “كورونا أخرى” قديسة إنطاكيّة منسيّة عاشت في بلاد سوريا مع زوجها “القديس فيكتور” الضابط الروماني الذي اعتنق المسيحية والذي نُكِّل به في زمن الإمبراطور ماركوس اوريليوس سنة 177 ميلادي، اقتلعوا عيونه وقتلوه؛ ثم قبضوا على “القديسة كورونا” بتهمدة التبشير بالمسيحية والثبات في عقيدتها. رُبطتْ أطراف “القديسة كورونا” بأربعة أحصنة وانطلقوا بقوّة. دفنت الشهيدة أشلاءاً.
روفات القديسة كورونا والقديس فيكتور معروضة اليوم في بازيليك في شمال إيطاليا في مدينة “أنزو” في البلد الذي يشهد إحدى أكبر مآسي “كورونا الخبيثة”.
“كورونا القديسة” هي شفيعة الثروات والكنوز الضائعة ومنذ القرن العاشر هي شفيعة الشفاء من الأوبئة المستعصية في بلاد “النمسا” ومناطق “بفاريا” الإلمانية. يخاطبنا الله بالرموز، علينا فقط أن نحسن فكّها والسلام عليكم!!!
President Trump on Wednesday refused to hand over documents to Congress detailing the administration’s decision to add a citizenship question to the census, claiming they were protected by executive privilege.
Freelancers have the chance to write Ebooks to read, which will be sold in the TOP platform ebooks library.