بقلم نجيب خليل روحانا
كنّا في الأيام الخوالي نصحو على صوت فيروز صباحاً. صارت صباحاتنا “الثورية” في الزمن الرديء تبدأ بأغنية “هيلا هيلا هو”. حقاً يسدي الموت أحياناً خدمة للأذن. نتيجة هذا الخليط الإستثنائي بين الكساد والفساد، أسس ” الثوار” “كونسرفاتوارا” وطنياً للأغاني الهابطة لسلطة هابطة.
من “حارة الفوقا” صوب بولفار أهل السلطة، يبدو المشهد مغايراً. روما من فوق غير روما من تحت. لا بكاء فوق رأس الميت إنما خلاف على التركة. المشهد مقرف ومقزز. أهل الفقيد (الحراك) أشبه بالنسوة الندّابات. عويل ظاهري ونقمة وفوضى باطنية. جثمان البلد مسجّى. العائلة المفجوعة (السلطة) تلعب لعبة “فرّق تسد”، وأقاربهم يلعبون “لا ثقة”. ليس بعيداً عن المدافن تنتظر الحكومة الجديدة لتقدّم واجب العزاء.
هواية أهل السلطة في لبنان لم تتغيّر. كانت ولمّا تزل “لعب بلعب” أشهرها صيتاً لعبة “الكراسي”. نبرم كالمساطيل في حلقة دائريّة، لكل منّا مقعد, ونتسابق جميعاً لنجلس على المقعد. مقعد واحد لكل “طيز”. أخطرها عند وصول لاعبين معاً على طرفي الكرسي. “طيزان” يتناطحان ليستويا على العرش. تفوز في النهاية “الطيز” الأقوى نطحاً. وأهمّهم اليوم “طيز” “حزب الله”.
محاصصة وإلا… بهذا الشعار تتخاطب الطبقة السياسية السميكة الدم في ما بين أقطابها، من لون واحد، وفي نفس الوقت تعمل “الدولة الخفية” على مشروع ظاهر، تؤلب مجتمعاً طفح كيله على سلطة طافحة بالفساد. والناس بأدوات بدائية كالطنجرة والكفكير تتعلّم الإنتصار على دولة كاملة التجهيز. لا أحد يستطيع الصمود أمام فيلق منظم من الطناجر، ولا أحد يستطيع أن يربح أمام مراويل تلامذة الصفوف التكميلية.
إنّ رهان معظم هذا الطقم السياسي الفاسد والمهترئ، الذي جعل من لبنان مزرعة ودولة إرهاب يتركز على هدف واحد: كيف نوقف الغضب، وكيف نطفئ الإنتفاضة، وكيف نفرّق هذه الجموع التي تطالب باقتلاعنا ومحاسبتنا جميعاً على وقع الصراخ “كلن يعني كلن”، كي نعطي لبنان ما يحتاج اليه ليعبر من مجهول فاسد اعتاده الى مجهول فاسد جديد والسلام عليكم!!!
المصدر: https://zahletimes.com/2443/طناجر-ومراويل/
The impressive TOP ebooks libraries selection has many categories that are covered, with writers producing skilled ebook content that is included in the top online libraries selection that you can find through the platform.