بقلم نجيب خليل روحانا
أرسل رئيس الملائكة جبرائيل فرقة من حراس الجنة الأشداء «الكيروبيم» الى لبنان، لدراسة الوضع المزري، ومن الّذي يدمّر بلداً ذكر في الكتب المقدسة، والّذي أصبح سوقاً للفساد والفاسدين والدجل والدجالين خصوصاً بعد الطائف. «الحراس الأشداء»، وبعد فترة قصيرة، عادوا بتقرير مذهل!
… أعطاهم الله جنة، فأكلوا أخضرها وحرقوا يابسها. ناطحات كذب ونفاق. زواحف وضواري بشرية تحكم بالمخالب وتسرق بالرفش. لبنان هذا، أصغر الدول في العالم ويحظى بأكبر عدد من النشّالين، سياسيّوه تربّوا على السبي وقنص الفرص. ومن فوق، نراهم خفافيش في جمهورية أدغال، قبوط يأكل زرزوراً ودود يسمسر على بقايا دودة، فساد مكتوم القيد وجنسيّته قيد الدرس. فعلاً با رئيسنا جبرائيل، مراحيض سياسية بحاجة الى محرقة أبدية.
…التفاصيل نكتب ولا حرج. دولة بقرة جفّ ضرعها، فساد ينخر أوصالها، تزوير وصل الى كل المحرمات، تزوير شهادات، الرشى في التلزيمات، بلد مخنوق بالنفايات من الليطاني الى كل بقعة من المزبلة العامرة، مياه الصرف الصحي في الخضراوات، الإختناقات المرورية، الكهرباء والماء والوجوه النيّرة. الطقم السياسي الألمعي في معظمه، ينقّ، ويتأفّف ويوجّه الإتهامات ويستفرغ التصريحات اليومية التافهة، و«هم» الغارقون في جحيم الفساد وسرطان الفوضى والسرقة والزوير والسطو المتوحش على المال العام. يارئيسنا، دولة لا تعرف عدد الّذين يعملون عندها، لا كموظّفين ولا كمياومين ولا كمقاولين ولا كبيّاعي خدمات ولا كوهميّين من قبّاضي المعاشات ولا كمحظوظين من جماعات التنفيعات، ولا كمقيمين في فندق صح النوم، ولا كشبيحة فرضتهم المرجعيات. يا رئيسنا جبرائيل، دولة مسخرة تماماً مثل عائلة مسخرة، لا يعرف الأب من هم أولاده ومن نام مع زوجته.
… مجلس وزراء يحكم بالتراضي. في التفاصيل، مستوى الوزير لامس مستوى ما دون المستويات. من الوزير الوزير الى المستشار برتبة وزير الى سكرتير المسشتار على كرسي وزير. حكومة مختزلة بخمسة آلهة ضابطة للكل. حكومة مصغّرة بقاعة موسّعة. قرارات «هؤلاء» الوزراء تمر بالهواتف الذكية. وزراء على الهواتف يستشيرون «زوس» و«هرقل» و«أبولو» و«أفروديت»، والمراسيم مثل القوانين تمر بالمُنزل من آيات «قراقوش».
… يا رئيسنا الّذي حمل البشارة الأولى لخلاص العالم: بعد اتفاق الطائف، أصبح لبنان هذا، عدة شعوب متفاوتة بثقافاتها وتطلعاتها. «التبعية» عندها أداة سياسية ومالية وأمنية، والثابت أنّا جزء عضوي من معظم تركيبة هذه الشعوب الإجتماعية والإقتصادية. لكل «تبعية» وطنيتها أو مفهومها الخاص للوطنية، حتى أنّها أصبحت مفهوم ثقافي في السوسيولوجيا اللبنانية، مثل ثقافة الموت عند حزب الله وداعش. إنّ أبشع ما حل في هذا البلد، أقلّه بنصف شعوبه، إيديولوجية الإسلام الظلامي عن طريق الأحزاب التي استطاعت تفكيك المجتمع اللبناني، وهيأته ليكون في حالة حرب أهلية دائمة.
… يا رئيسنا ورئيس الملائكة كلها؛ نرجو منك أن تضع كلمة «البعض» أمام أي صفة تقرأها في التقرير، لأنّ التعميم ظالم وليس من ثقافتنا؛ إنما كل ما رأيناه وسمعناه في هذا البلد، فهو عجيب، غريب ومعمم لذلك نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لأننا لا نملك لقاح ضد دود الخل والسلام عليكم!!!
نعايد جميع القراء والأحباء بعيد بشارة خلاص البشرية ولبنان.
The online publishers is a powerful online network and infrastructure