أكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديثه الى “اندنبدنت عربية”، وبلغّة واثقة، أنّ “ثورة أرز جديدة يمكن أن تندلع بلحظة إذا تخطى البعض حدوده، وكذلك إذا عدنا إلى ممارسات شبيهة بالتي كانت تحصل في حقبة الوصاية السوريّة فهذا يؤدي إلى بحث آخر تماماً”.
وأشار جعجع الى أنّ “حزب الله لن يستطيع نسخ تجربة الحشد الشعبي في العراق، ولا إحداث تغيير في بنية النظام اللبنانيّ”.
واعتبر أنّ “الحرب على الفساد التي أعلنها “حزب الله” كأنّها تبدو غير جدية، وتحمل في طياتها أهدافاً سياسيّة أكثر من تلك التي ترتبط بمسألة مكافحة الفساد”، مضيفاً: “في كلّ الأحوال أفضّل أن ننتظر الأسبوعين المقبلين من أجل أن يظهر الخيط الأبيض من ذاك الأسود، أي جلسات مجلسي النواب والوزراء التي تحدّد من هي الأطراف الجديّة في عمليّة محاربة الفساد”.
وعن الملفّ السّوري، أشار جعجع، الى أنّ “لا وجود للدولة في سوريا في الوقت الراهن، إنما هناك مجموعات متناحرة ومجموعة بشار الأسد تمثل إحداها. لذا فأي تنسيق يجب أن يتم مع سوريا عليه أن يكون عبر الإدارات في ما بينها، لأنه لا وجود لأي شيء يمثِّل سوريا على المستوى السياسي في الوقت الراهن”.
ورأى أنه “من المعيب أن يطالب أي شخص من لبنان بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربيّة، لأنه لا يوجد (مؤسسات) دولة تمثل سوريا في الوقت الراهن، من أجل إعادة تفعيل عضويتها”.
وقال: “إن أكبر عائق بوجه عودة النازحين السوريين هو نظام الأسد بحد ذاته”، مضيفاً: “لا نريد أن يتم استغلال ملف عودة النازحين من أجل تبييض صفحة بشار الأسد وتعويمه من دون التوصل إلى حل هذا الملف وعودة النازحين. نحن نتمنى أن يُضغط على بشار الأسد من أجل إعادة النازحين، ونرى أنه لا يمكن سوى لروسيا القيام بذلك”.
ودعا “فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون خلال زيارته روسيا إلى الطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضغط على بشار الأسد من أجل إزالة المعوقات أمام عودة النازحين”.
وعن الجهة التي عليها أن تطالب بتأمين السيادة اللبنانيّة، أجاب جعجع: “من عليه اتخاذ الموقف الحاسم هو بالدرجة الأولى الحكومة اللبنانيّة التي يجب ألا يقبل أي وزير فيها بزيارة سوريا طالما أن رئيس حكومته إضافة إلى مجموعة من الشخصيات اللبنانيّة الأخرى لا تزال زوراً وبهتاناً مدرجة على لائحة الإرهاب في سوريا. ومن جهة أخرى، يجب ألا يقبل أي وزير بزيارة سوريا طالما هناك تدخل من قبل نظام الأسد في شؤون طائفة كالطائفة الدرزيّة الكريمة في لبنان”.
وردّاً على سؤال عن كيفية مواجهة لبنان ايران، قال جعجع: “ليس مطلوباً من لبنان مواجهة إيران، بقدر ما هو مطلوب منه أن يكون لبنانياً. وبقدر ما هو مطلوب من الحكومة اللبنانيّة أن تكون حكومة لبنانيّة، تضع في سلّم أولوياتها مصالح الشعب اللبناني، وليس أية مصالح أخرى، الأمر الذي لا يحصل في شكل دائم”.
كذلك، لا يعتقد رئيس “القوات اللبنانية” أنّ “لبنان اليوم يشكل أولويّة بالنسبة إلى السعودية انطلاقاً من انشغالاتها خصوصاً في اليمن وسوريا والعراق، ونظراً لإلحاح الملفات الأخرى، إلا أنه بتقديري الشخصي يبقى لبنان ميزان هذه المنطقة، لذا يجب أن يعود ليكون أولويّة لدى الإخوان في السعوديّة والإمارات والخليج والعرب في شكل عام”.
وعن “خريطة الطريق العربيّة الفضلى من أجل مواجهة إيران؟”، أجاب: “أن يجتمع العرب ولو في شكل أوليّ على المواجهة. حتى الآن هناك جزء كبير من القوّة العربيّة المتمثلة بجمهوريّة مصر العربيّة، التي هي ضدّ التدخلات الإيرانيّة في المنطقة، ولكن حتى الآن لم ترمِ بثقلها في المواجهة القائمة. ربما لم تفعل ذلك لأنها لا تزال منكبّة على أمورها الداخليّة بعد الثورات والانتفاضات التي شهدتها في السنوات المنصرمة، إلا أن هذا لا يغيّر في أن مصر تشكّل وزناً كبيراً جداً في المنطقة”.
وبالتالي، فإنّ المواجهة مع ايران يجب أن تكون انطلاقاً من الخليج الذي هو الآن يخوضها. بحسب جعجع.
وشدّد جعجع على أنّه ليس مع التوصيف الذي يقول بأن لبنان أصبح بيد ايران في شكل كامل، ويعتبره غير دقيق.
ويقول في هذا السياق: “أنا أرى الأمور في شكل مغاير. صحيح أن “حزب الله” في الوقت الراهن مع بعض من حلفائه هم الأكثر حركة وتأثيراً في الساحة اللبنانيّة، إلا أن هذا الأمر لا يعني أن لبنان أصبح تحت تأثير إيران”.
مثلاً، في ما يتعلّق بالقمة العربيّة الاقتصادية التي عُقدت في لبنان، في كانون الثاني المنصرم، الجميع يدرك أن إيران كانت تريد ألا تعقد هذه القمة في لبنان، إلا إذا أُشرك نظام الأسد فيها، في حين أننا رأينا كيف عُقدت القمة ومن دون إشراك نظام الأسد، على الرغم من كل التحركات الداخليّة التي جرت في لبنان. فأين تكون الهيمنة الإيرانيّة على لبنان؟. يسأل جعجع.
وأضاف: “لذا ما يعطي هذه الانطباعات هو ضعضعة الجبهة التي لا تؤيد إيران في لبنان، أكثر منه سيطرة إيران على لبنان. ضعضعة جبهة 14 آذار هي الطاغية وليست سيطرة إيران”.