أشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام السلك الدبلوماسي، الى أنّه “منذ حوالي سبعة عشر عاماً انطلقت حرب دولية تحت شعار محاربة الإرهاب وإرساء الديمقراطية والحرية، تأثرت بشعاراتها بعض شعوب منطقتنا فانخرطت فيها بشكل أو بآخر. وعلى مدى سنوات اتسّعت هذه الحرب مشعلةً دولاً عديدة في الشرق الأوسط مفجّرة إياها من الداخل ومرسلة شظاياها في كل اتجاه”.
وشدّد على أن “لبنان من الدول التي حملت ولما تزل أثقل الأعباء من تداعيات حروب الجوار وتدفق النازحين السوريين”. مضيفاً:”صحيح تمكّنا من تحرير أرضنا من الإرهاب وقضينا على معظم خلاياه النائمة وضبطنا الأمن لكن أزمة النزوح لا تزال تلقي بثقلها من كل النواحي، اقتصادياً وامنياً واجتماعياً وتربوياً واستشفائياً”.
وأكد الرئيس عون أن “موقف المجتمع الدولي لا يبدو واضحاً حيال العودة لا بل ما يرشح من مواقف لا تبدو مطمئنة من محاولات ربط العودة بالحل السياسي الذي قد يطول الى الحديث عن العودة الطوعية مع عدم تشجيع النازح عليها بل على العكس إثارة قلقه حيالها وأخيرا الدعوة لإبقاء النازحين بأماكن وجودهم وتأمين العمل لهم”.
ولفت الى “أننا نخشى أن يكون هذا الإصرار على إبقاء النازحين في لبنان، بالرغم من تأكيدنا مراراً وتكراراً في المحافل الدولية وأمام كل البعثات الدبلوماسية الضرر الذي يلحقه ذلك بوطننا على مختلف الصعد خصوصاً الاقتصاد والأمن وشرحنا الأسباب الموجبة لرفضه ونخشى أن يكون ذلك الإصرار مخططاً لتهجير من أمكن من اللبنانيين تسهيلاً للحلول الغامضة والمشبوهة التي تلوح في الأفق. وهنا نسأل، هل قُدّر للبنان أن يدفع أيضاً أثمان الحلول والسلام في المنطقة، كما سبق له ودفع أثمان حروبها؟”.
وفي الشأن الداخلي، لفت الرئيس عون الى أنه “لا شك في أن لبنان يعاني اليوم من حالة تعثّر داخلي ومن الانعكاسات السلبية لملف النازحين ومن موقعي كرئيس للجمهورية، أعمل جاهداً للمحافظة على الخيارات الوطنية الكبرى التي صانت الوطن منذ عقود وحفظت صيغته ونظامه الديمقراطي وروح التعايش بين أبنائه”.
واعتبر أن “جوهر الديمقراطية اللبنانية قائم على التوافق قبل أي شيء آخر، ومن هذا المنطلق نعمل على تحقيق توافق واسع وتام من أجل البت بتشكيل الحكومة العتيدة بالشراكة مع رئيسها المكلف”.
وأكد أن “تجارب الماضي تظهر أن هذه العملية كانت تتطلب وقتاً ومشاورات واسعة، لأنها لم تقم على أسس ومعايير واضحة، ولكن اليوم، وبعد اعتماد القانون النسبي، ما كان يجب أن تطول لو اعتُمد منذ البدء معيار عدالة التمثيل الذي يجب أن يكون الحكم في أي خلاف”.
وأضاف:”اليوم، فيما العالم مبادر الى الوقوف بجانبنا، دعوتي الى الجميع لتحمّل المسؤوليات والارتقاء الى مستوى التحديات الجسام، فنواجهها معا ونعلي بنيان وطننا معيدين اليه تألقه الاقليمي والدولي ومطلقين فيه ومن اجله من دون تردد نهضة جديدة يستحقّها ابناؤنا، وهم امانة الحاضر للمستقبل”.
بدوره، أشار السفير البابوي وعميد السلك الدبلوماسي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري من بعبدا الى أن “لبنان، هذه الأرض المضيافة، هو “رسالة حريّة ومثالا للتعددية بالنسبة الى الشرق كما الى الغرب”. على ما اشار اليه القديس البابا يوحنا بولس الثاني منذ قرابة ثلاثين سنة”.
وأضاف:”فخامة الرئيس، إنّنا نودّ التأكيد على الدعم الدبلوماسي والاقتصادي من قبل كافة اصدقاء لبنان، لكم، في مواجهة التحديات سواء الداخليّة منها او الخارجيّة وفي أجل إيجاد الحلول الناجعة والعادلة للمشاكل الشائكة كمثل قضيّة اللاجئين السوريّين”.