مرة جديدة يخطو المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم خطوة سياسية ناجحة من خلال فك عقدة توزير سنة اللقاء التشاوري.
ويُسجل للواء ابراهيم حنكته في تدوير الزوايا وحرصه على مراعاة كل الاطراف الذين يضعون ثقتهم بالرجل الذي خضع لتجارب عدة في السنوات الماضية ونجح من خلالها بتثبيت قوته التفاوضية في أكثر من ميدان.
ويُعلق مرجع سياسي مواكب للحراك الحكومي من باب المقارنة بين الوزير “جبران باسيل” واللواء “عباس ابراهيم”، على اسباب فشل الاول ونجاح الثاني فيعدد الاسباب وابرزها:
اولا- برأي المرجع فان باسيل لا يصلح بأن يكون شخصية مفاوضة فبعض الاطراف يجدون فيه شخصا استفزازيا، وهذه نقطة سوداء توضع على ملف أي مفاوض، وبالتالي كيف له أن يُقنع طرفا بفكرة هو في الاساس غير مقتنع به كمحايد، في حين أن اللواء عباس ابراهيم نجح بتكوين صورة الرجل التوافقي والاصلاحي من باب المديرية العامة للامن العام منطلقا من تجارب عدة تبدأ بمخطوفي اعزاز ولا تنتهي بالعقدة الدرزية حيث نجح الرجل بالسير على حبال التناقضات الطائفية اللبنانية الامر الذي يعطي ثقة للمفاوض.
ثانيا- الخلفية السياسية التي ينطلق منها باسيل ، فهو رئيس تيار سياسي والجميع ينظر اليه من هذه الزاوية، من هنا لا يستطيع أن يكون الخصم والحكم أمام الطرف الآخر، في المقابل ينطلق اللواء ابراهيم من مؤسسة أمنية جامعة هدفها بعيد عن السياسة ونجحت في عملها المؤسساتي وبشهادة خصوم اللواء قبل الحلفاء، الامر الذي يريح المفاوض.
ثالثا- هذا السبب يتعلق بجبران باسيل كوزير ورئيس تيار سياسي ناجح يطمح الى أن يكون رئيسا للجمهورية بعد أربع سنوات ومن مصلحة الاطراف المتضررة من هذا الطموح العمل على عرقلته لافشاله بدور الوساطة وتقديمه للرأي العام بهذه الصورة، وهذا ما حصل معه لاسيما وأن بعض المرشحين للرئاسة والمتضررين من خطوة باسيل قد أوعز الى من “يمون عليهم” وهم على صلة بالعقدة الحكومية بعرقلة عمل باسيل واظهار المهم بأنها صعبة عليه ويصعب تفكيك ألغامها، وهذا ما حصل فعلا اذ أن المبادرة الاخيرة للرئيس عون جاءت مطابقة لتلك التي كان يسير بها باسيل ولكن الاختلاف كان بشخص المفاوض حيث انتقلت منه الى اللواء عباس ابراهيم.
رابعا- ثمة حسابات لدى حزب الله تتعلق بمستقبل اللواء عباس ابراهيم السياسي، فهو يريد أن يزيد من رصيد الرجل على المستويات الامنية والسياسية وغيرها، لايصاله بعد اربع سنوات الى الندوة البرلمانية ممسكا لملفاته بصورة اساسية ويقود المرحلة المقبلة، “في حال استمرت الظروف السياسية لصالح الحزب”، بحرفية عالية يستطيع أن يكون “خير خلف لخير سلف”.