طلع ألشَعر على قلمي وأنا أكتب عن إيديولوجية ومخطط «حزب الله»
وأخيراً قالها «الحزب» بالعربي الدارج مذكّراً «الكل»، البطاركة والرؤوساء والمطارنة والشيوخ والوزراء والنواب والأفرقاء: «الأمر لي». فمشوار «حزب الله» مع لبنان منذ العام 2005 يشهد على بلوغه مستويات عالية من الإحترافية في العمل المنهجي لضرب النظام اللبناني بدستوره ومؤسساته، عبر أنواع العرقلة والتعطيل والسلاح والبلطجة لتصفية الحسابات المذهبية والسياسية.
فلولا استحواز «حزب الله» على حلفاء (ليتهم يدرون أو ربما يدرون ماذا يفعلون) واتباع له في الداخل اللبناني ذهبوا في التغطية والسلوكيات المشار إليها، لما استطاع أن يفرض السيطرة على لبنان ومؤسساته من أعلاها الى أسفلها.
الفساد الحقيقي في لبنان ليس فقط السرقات وتمرير الصفقات… أنما هو اقتطاع وسرقة أهم ما تملك الدولة: احتكار القوة المسلّحة، وقرار السلم والحرب، وقوة الدستور والقانون. والسلاح الغير شرعي خلق، المافيات والتفلت والخطف والنهب والإبتزاز والتلطي بلافتة المقاومة لفعل ما لا يمكن فعله، حيث أصبح لبنان عنواناً للفساد والإرهاب. اللعنة تلازم لبنان منذ البدايات. حكمه متصرّف تركي ثمّ مفوّض سامي فرنسي، وبعد الإستقلال حُكم بنفوذ بريطاني ثم نفوذ مصري ثم بسلاح فلسطيني وبعده باحتلال اسرائيلي ثم باحتلال سوري دام 30 عاماً.
وها هو اليوم يخضع لنفوذ إيراني من خلال سلاح «حزب الله»، وهذا، يعكس صراع المحاور داخل التركيبة اللبنانية الفاشلة على كل شيء: الإنتخابات الرئاسية والإنتخابات النيابية، ثم على تأليف الحكومات بجعلها فاشلة وغير منتجة باسم «الوحدة الوطنية» الكاذبة.
بدون مبهورة وكلام معسول، إنضمّ العهد بجدارة الى أسلافه في إدارة الأزمة اللبنانية العميقة، حيث الدولة معلّقة بحكومة أو بلا حكومة، ومعها الحياة السياسية والمواعيد والإقتصاد، بما يعني أنّ لبنان كان ولا يزال ينتظر على حافة طريق جهنّم، وفي الوقت نفسه، «حزب الله» المهيمن على البلاد، يعمل بلا كلل على قضم المؤسسات والقرار السياسي برمته مشتغلاً فشل النظام اللبناني وتوظيفه في خدمته في مرحلة أولى، ثمّ الى إفراغه من مضمونه وتعطيله بالكامل، وصولاً الى «الإستيلاء».
في الخلاصة، لا حكومة إلا وفق روزنامة «الحزب» ومن معه، ولا ولاية رئاسية قوية من خارج سياق إدارة الأزمة، لا أكثر ولا أقلّ والسلام عليكم!!!
بقلم نجيب روحانا
1 تعليق
Pingback: اتفاق الحريري – ميقاتي فاجأ الكثيرين | AlMoujaz