حصل باحثان في علم المناعة على جائزة نوبل لعام 2018 في الطب لاكتشافهما كيف يمكن تسخير جهاز المناعة الطبيعي للجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية، مما أدى إلى إكتشاف أدوية تسمى مثبطات نقاط التفتيش المناعية أمكنها القضاء على بعض أنواع السرطان حتى في مراحله المتقدمة جدًا والمنتشرة بالجسم.تشارك في هذه الجائزة المرموقة جيمس أليسون ، من مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس في هيوستن ، وتاسكو هونجو من جامعة كيوتو في اليابان. فأليسون أكتشف موقع فرملة الخلايا المناعية القاتلة للخلايا السرطانية وإسمها CTLA-4 وإستطاع إكتشاف أجسام مضادة لهذه الفرملة يبطل عملها مما يطلق العنان لنظام المناعة الطبيعي لمهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها تمامًا. وأليسون أجرى أول تجارب في نهاية عام 1994 وكانت النتائج “مذهلة.” فقد تم شفاء فئران التجارب في معمله مع السرطان بهذا الإكتشاف المذهل. وفي عام 2010، أظهرت التجارب الاكلينيكية على المرضي آثارا مذهلة في الشفاء من سرطان الجلد المتقدم. في عام 1992، اكتشف هونجو فرملة أخري على الجهاز المناعي تسمى 1 (PD-1) ، وهو بروتين آخر على سطح الخلايا القاتله للسرطان ووقفه يطلق العنان أيضًا للجهاز المناعي لقتل الخلايا السرطانية. ومنذ ستة أعوام في عام 2012، أظهرت دراسة محورية فعالية واضحة لهذه المركبات في علاج العديد من المرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من السرطان. كانت تعتبر في السابق غير قابلة للمعالجة كالسرطان المنتشر في الجسم لبعض أنواعه. لقد أدى العمل المذهل الذي إكتشفه أليسون وهونجو بشأن العلاج المثبط على نقاط التفتيش المناعية إلى تطوير ثلاثة أدوية حتى الآن تستخدم في أمريكا بنجاح وإن كانت باهظة التكاليف، وهم
ipilimumab (Yervoy، Bristol-Myers Squibb) ،
nivolumab (Opdivo، Bristol- Myers Squibb) pembrolizumab (Keytruda، Merck & Co).
كذلك هناك عدد كبير من التجارب تجرى الآن على أدوية جديدة ضد معظم أنواع السرطان. مبروك للعالمان اللذان سيذكرهما التاريخ في إنقاذ حياة الملايين ومرحبًا بعصر جديد نقول فيه للسرطان وداعًا. مرحبًا بالعلم في أبهى صوره……!!!