أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أنّ وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّ روسيا سلّمت المنظومات الصاروخية للدفاع الجوي “إس-300” إلى سوريا. وأوضح بيسكوف أنّ بوتين أجرى اليوم الثلاثاء اجتماعاً مع أعضاء مجلس الأمن القومي، وبحث معهم الوضع في سوريا.
بعد الإدعاءات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال انعقاد الجمعية العامّة للأمم المتحدة والتي زعم فيها وجود مخازن صواريخ تابعة لـ”حزب الله” على مقربة من مطار رفيق الحريري الدولي، وعلى الرغم من الجولة التي قام بها وزير الخارجية جبران باسيل والسفراء المعتمدين لدى لبنان الى تلك المواقع المزعومة ما دحض كلام نتنياهو، عادَت الإتهامات الإسرائيلية للبنان ولحزب الله على وجه الخصوص، ولكن على لسان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان هذه المرّة.
فليل الثلاثاء 2 تشرين الأول، نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ما قاله ليبرمان عن أنّ “إسرائيل لديها معلومات عن منشآت سرية أخرى لإيران وحزب الله في بيروت، وسوف تُعلن عنها في الوقت المناسب”.
وأضاف ليبرمان خلال جولة قام بها بإحدى المستوطنات في الضفة الغربية: “هناك معلومات إضافية كافية عن إيران وحزب الله، وسنكشف عنها عندما يحين وقتها”. كما تحدّث عن الجولة الديبلوماسية والصحافية الى ملعب العهد، قائلاً: “من الواضح أنّ تلاعبًا ما حصل. كلّ ما أود أن أقترحه هو أنه في المرة القادمة، يجب اصطحاب الصحافيين على الفور بدلاً من الإنتظار 72 ساعة، أي كما في المرة الأولى”.
وتعليقًا على السجال الحاصل بين لبنان وإسرائيل، والتصعيد الذي شهدته الأيام الأخيرة، نشرت شبكة “ABC” الأميركية تقريرًا تناولت فيه المستجدات. وقال محلل شؤون الشرق الأوسط سامي نادر للشبكة “تشير تعليقات نتنياهو إلى أنّ احتمال إعتداء إسرائيل على بيروت يزداد”، معتبرًا أنّ إسرائيل تضع أسس التدخل العسكري المحتمل.
ولفتت الشبكة الى أنّ “حزب الله” مسلّح ومموّل من قبل إيران، وقد كانت المقاتلات الإسرائيلية تهاجم مقاتليه داخل سوريا، لكن ذلك على وشك أن يصبح أكثر صعوبة لأن روسيا منحت سوريا منظومة الدفاع الصاروخيّة المتطوّرة “أس 300”. وأوضحت أنّه على عكس الدفاعات الجويّة السورية فإنّ الـ”أس 300″ يمكنها إسقاط المقاتلات الإسرائيلية.
وهنا قال نادر إنّ إسرائيل ستتطلّع إلى أهداف أخرى أقلّ خطورة، مضيفًا: “لذا فهناك احتمالات عالية بأن تستخدم إسرائيل ساحة أخرى وهي لبنان، من أجل ضرب إيران الآن، فهي محدودة ومقيدة في الساحة السورية”.
وبعكس نادر، فإنّ البروفسور روجر شاناهان، الخبير الأسترالي والباحث في معهد لوي للسياسة الدولية، ليس متأكدًا من أنّ الضربات الإسرائيلية ستكون وشيكة، وقال: “ما تميل اسرائيل الى فعله عندما تجد أنّ أمنها مهدد هو أنّها تتخذ إجراءً انفراديًا في حينها، لذلك لا أعتقد أنّ حملة المعلومات التي تشنّها هي بالضرورة مقدمة لضرب أهداف لحزب الله في لبنان. فإذا كانت إسرائيل جادّة بتلك الحملة، سوف تضرب”.