إفتتح في بلدة الهري مساء أمس، متحف “نابو” بدعوة من السيد جواد عدرا وزوجته زينه، برعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ممثلا بوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق.
حضر الافتتاح الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: الخارجية جبران باسيل، الدفاع يعقوب الصراف والسياحة أواديس كيدانيان، سفراء عدد من الدول، النواب وليد خوري، جورج عطالله، سليم سعاده، يونا غصن ممثلة النائب فايز غصن، السيدة منى الهراوي، الوزراء السابقون محمد المشنوق وسجعان قزي وروني عريجي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، الرئيس الاول لمحاكم الاستئناف في الشمال القاضي رضا رعد، رؤساء بلديات وشخصيات سياسية واجتماعية وفنية ومدعوون.
عدرا
في البداية، ألقى عدرا كلمة قال فيها: “باسم مؤسسي متحف نابو، اشكر حضوركم جميعا اصدقاء المتحف، سياسيين وسفراء ومدراء عامين واعضاء السلك العسكري والامني والقضاة والناشطين والمهتمين في مسألة الثقافة والفن في بلادنا. نشكر من كان له الاهتمام المتواصل بدءا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري الذين وفروا مظلة الاهتمام بهذا العمل. وهنا من الأصول ومن باب تسجيل الوقائع كما هي ومن باب الاعتراف بالعمل الطيب والمميز حين يقوم به مسؤول في هذه الدولة، اخص بالشكر الوزير المشنوق الذي حقيقة لولاه لكنا ما نزال نحاول ان نضع الحجر الاساس في هذا المتحف. كما اخص بالشكر وزير الثقافة غطاس الخوري الذي لولاه ايضا لما حصل هذا المبنى اسم متحف نابو ولما كانت مجموعة الدويهي والاثار والمجسمات المهمة وصلت الى مطار ومرفأ بيروت ولا خرجت منهما الى هذا المكان بهذا الوقت القصير. فشكرا من الاعماق لنهاد المشنوق وغطاس الخوري”.
وأضاف: “وهذا ايضا يهمني ان انوه بما قام به وزير الثقافة السابق روني عريجي والذي اصدر مرسوما يشجع فيه ويقونن مسألة الاشهار والتسجيل للمجموعات الخاصة الموجودة في المستودعات والمنازل والتي يتردد اصحابها خشية او لاسباب اخرى من الاعلان عنها. ونأمل ان تكون خطوتنا تشجيعا لهم كما نأمل ان تقوم الدول المعنية وخاصة العراق وسوريا بتشجيع ورعاية هذه الخطوات لا بترها في بدايتها”.
ونوه ب “المساندة التي توفرت لنا من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنائب طوني فرنجية وعدد من النواب والوزراء ومن بينهم الوزير يوسف فنيانوس الذين لم يترددوا في تأييد هذا المشروع. وكما يبدو من الطريق التي تم تعبيدها منذ اسبوع والتي لم تر الزفت منذ 45 عاما. واشكر ايضا بعض الشركات التي ساهمت عبر اعمالها بدعم اعمال المتحف وهناك من عبر بكلمات دخلت القلب، وعذرا ان سهوت عن ذكر بعض الاسماء”.
وقال: “هذا العمل هو لبلادنا. فبلادنا يجب ان تذكر وتعود مساحة للإنتاج الفكري والفني، فعندما اخترنا نابو “اله الحكمة والكتابة” اسما للمتحف كنا نعي حجم التحدي، وحين اخترنا ان يكون المعرض الاول “قرون من الابداع” منذ اكثر من ستة آلاف عام الى الآن كنا نعي حجم التحدي، وحين اشهرنا عما لدينا من آثار في زمن تدميرها والمتاجرة بها كنا نعي حجم التحدي. ولذلك استشهدنا بالفلاسفة الرواقيين. فمنهم نتعلم كيفية التصدي للتحديات الجديدة التي قد نواجهها عند اجراء اي حوار اخلاقي او وجودي. فهذا الحوار يمنحنا الجرأة الكافية على مواجهة اسوأ ما يمكن ان تخبئه الأيام وما يتعلق بمكانة الانسان والبيئية والطبيعية والمسؤولية التي نضعها على عاتقنا”.
وختم: “من هذا المنطلق لا يصبح الفن والانتاج الفني تجسيدا لواقعه ومعاناته فحسب، بل شكلا من اشكال مقاومة المنفى مقاومة حروب التدمير والاقتلاع التي تشن علينا.على امل ان ننتمي الى وطن جديد نحلم به من كلمات وصور لاجلك يا بلادي هذا القليل.”
المشنوق
من جهته، قال المشنوق: “وسط كل الحرائق والمشاكل في المنطقة، ها نحن نجتمع حول الفن، لنحتفي بافتتاح متحف نابو، إله الحكمة والتجميع والكتابة، ما يؤكد أن لبنان لا يزال موطنا للحياة والفرح، ونابو إله الحوار أيضا، والبعض يدعي أن كلمة “نبي” جاءت من نابو، ولبنان بلد الحوار، ووطن الرسالة، كما قال البابا يوحنا بولس الثاني”.
واعتبر أن “الحداثة هي أن تكون ممسكا بالإبداع، مهما حدث من حولك، وهذا نموذج لبناني نفتخر به، فالتاريخ الحقيقي هو في الأشياء التي نراها والتي تسلط الضوء على الإبداعات في المنطقة”. وثمن دعوة “سوريا والعراق وبقية الدول التي تملك من الآثار أكثر من غيرها، والتي كانت لفترة طويلة جدية في حفظ هذه الآثار، ولولا الظروف التي تمر على هذين البلدين لكانت المتاحف تطورت أكثر”.
وحيا المشنوق “مجهود جواد وزينة عدرا، والمؤسسة الدولية للمعلومات، وهو مجهود يميل إلى الحوار والتفكر والتدبر في أمر لبنان والمنطقة”، لافتا إلى أنه جواد وزينة “استطاعا أن يصلا إلى هذه النتيجة الرائعة، واختارا الاسم المناسب لما يفعلانه من حكمة ومجهود فني وفكري”.
بعد ذلك كانت جولة في المتحف ثم اقام السيد جواد عدرا وزوجته السيدة زينه مأدبة عشاء على شرف الحضور.